هل الاغتراب والمجتمع الدولي راضيان عن النتائج الانتخابية؟

مغتربون | | Thursday, May 19, 2022 11:02:00 AM

في ظلّ تدهور الأوضاع لبنانياً على مختلف الصعد، لم يترك الاغتراب لبنان لمصيره، بل بذل ويبذل من حول العالم جهوداً شتّى لمساعدة المقيمين على تحرير بلادهم من الاحتلال الخارجي، لا سيما ذلك الممارس بقوّة السلاح غير الشرعي. وكان الاستحقاق الانتخابي مرحلة أساسية في مسار التحرير لإثبات جدية اللبنانيين ورغبتهم ببناء دولة مستقلّة تندمج مع محيطها ما يسمح بحشد الدعم الدولي لإنقاذ لبنان. ورغم المطبات العديدة التي سبقت العملية الانتخابية، لا سيما محاولات إلغائها وتقليص فعالية الأصوات المستقلة، جرت الانتخابات في موعدها وأتت بنتائج مرضية لكلّ من يعارض السلطة التي تحكمت بلبنان خلال السنوات الأربع الأخيرة. وتعدّ "منظمة دروع لبنان الموحد" SOUL من المنظمات الاغترابية الأساسية في الولايات المتحدة الفاعلة على خطّ مساعدة لبنان على نهوضه من جديد والحفاظ على هويته وتاريخه وبذلت بشخص رئيسها بيار مارون ونائبة الرئيس فاديا سمعان جهودا كبيرة على خطّ الانتخابات وهي مستعدّة لمواصلة المسار بعد انجاز هذه المرحلة.

تعليقاً على النتائج الانتخابية والمشهد الذي أفرزته، يرى مارون عبر "المركزية" أن "النتائج، خصوصاً سقوط حلفاء "حزب الله"، بينت أن الشعب اللبناني يسير عكس محور "الممانعة". لا يمكن أن ننسى أن سلاح الحزب و"حركة أمل" كان موجودا في أقلام اقتراع الطائفة الشيعية، ولولا الترهيب والترغيب بالمال لكان هناك احتمال سقوطهما شيعياً، مسيحياً، درزياً، سنياً، علمانياً... كذلك، رغم مقاطعة جمهور "تيار المستقبل" سجّلت انتصارات للثورة والمعارضة والخطّ السيادي الذي يعارض مشروع "حزب الله" وإيران في المنطقة، بالتالي نظرية "جيش، شعب، مقاومة" سقطت في لبنان".

ويلفت إلى أن "الأرقام لا تهمّ بقدر ما يهمّ التوجه العام الجديد في البلاد الذي سجّل انتصاراً للبنان الدولة والسيادة والحياد والاستقلال، لبنان ثقافة الحياة، لبنان الاقتصاد الحرّ، لبنان المتسامح مع محيطه العربي وغير العربي... وأسقط في المقابل مشروع إيران فيه ونظرية التيار الحر، بحيث أن اللبنانيين الذين لم يتخاذلوا أثبتوا أن بلادهم تريد تغيير توجّهاتها في المنطقة والعالم وأعطوا انطباعا صريحا وواضحا أن اللبناني يريد بناء دولة واقتصاد ويريد أن يكون بلده جزءاً من منطقته والعالم الحرّ. هذه بداية لنهاية "حزب الله" كميليشيا، فرغم تخاذل ومقاطعة البعض للانتخابات، يمكن القول إن المعارضة مع الثورة والقوى المدنية والأحزاب السيادية سجّلت انتصارا كبيراً كخطوة أولى لتحرير لبنان، وهذا ما يهم المجتمعين العربي والدولي وعلى اساسه سيتعاملان مع بيروت".

ويشير مارون إلى أن "هذه الخطوة الشعبية هي الأولى على مسار النجاحات لأن التحرير لا يتحقق بانتصار واحد إلا عبر ثورة عسكرية في حين أن ثورتنا مدنية، وهذا كان المطلوب دولياً للشروع في تطبيق القرارات الدولية إذ لم يكن ممكناً لمجلس الأمن المطالبة بنزع السلاح غير الشرعي في حين أن الشعب اللبناني يؤمّن له التغطية من خلال حلفائه لا سيما باسيل وعون. أما الخطوة الثانية في اتّجاه تطبيق القرارات الدولية فتكون على صعيد رئاسة الجمهورية، وفي كلّ الأحوال ستكون الرئاسة في يد معارضة سلاح "حزب الله". أما انتخابات رئاسة مجلس النواب فهي استحقاق مهمّ ممكن الانتصار فيه إن كانت الشخصية حيادية أو معارضة أو أنها تأتي بقوة الضغط والسلاح. بعد هذه التغييرات، يبقى على المجتمع الدولي ان يساند لبنان وعلى هذا الأساس ستتغيّر البلاد خطوة بخطوة إلى أن تسقط هذه المنظومة المدعومة من إيران".

ويختم "الاغتراب والمجتمع الدولي يأملان من المعارضة والثورة والأحزاب السيادية والمجتمع المدني بدء تحالف نيابي صلب لمواجهة المشروع الإيراني في لبنان، على أن تُنسق وتوحَّد تباعاً الجهود بين اللبنانيين المقيمين والمغتربين والمجتمع الدولي لتحرير لبنان من سطوة محور الممانعة".

 

الأكثر قراءة