طلبت جنوب أفريقيا، الأربعاء، من محكمة العدل الدولية باتخاذ إجراءات عاجلة ضد إسرائيل لمنع حدوث مجاعة في قطاع غزة في ظل الحرب المستمرة منذ أكتوبر الماضي.
وقالت محكمة العدل الدولية إن جنوب أفريقيا طلبت منها إصدار إجراءات طارئة أخرى تستهدف إسرائيل التي تقول بريتوريا إنها تنتهك الإجراءات الصادرة ضدها بالفعل.
وفي طلبها، حذرت جنوب أفريقيا من أن الفلسطينيين في قطاع غزة يعانون من نقص الغذاء وطلبت من المحكمة أمر جميع الأطراف بوقف الأعمال القتالية والإفراج عن جميع الرهائن والمعتقلين.
وفي بيان صدر الأربعاء، حذرت رئاسة جنوب أفريقيا من أن الناس في غزة لا يمكنهم الانتظار.
وأضافت الرئاسة "احتمال حدوث مجاعة شاملة أصبح حقيقة الآن. المحكمة بحاجة إلى التحرك الآن لوقف المأساة الوشيكة وأن تضمن بشكل فعال حماية الحقوق التي وجدت أنها مهددة بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها".
وطلبت جنوب أفريقيا أيضا من المحكمة أن تأمر إسرائيل باتخاذ "تدابير فورية وفعالة لإتاحة توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تمس الحاجة إليها للتصدي للمجاعة ونقص الغذاء".
وأضافت أنه يتعين على المحكمة اتخاذ هذه التدابير من دون تحديد موعد لجولة جديدة من جلسات الاستماع بسبب "الإلحاج الشديد للوضع".
ويعد هذا الطلب الثالث الذي تقدمه جنوب أفريقيا بحق إسرائيل إلى المحكمة، التي تعد أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، منذ بدء الحرب المدمرة على قطاع غزة قبل أكثر من 5 أشهر.
وأمرت المحكمة إسرائيل في 26 يناير الماضي بـ"اتخاذ تدابير فورية وفعالة لتمكين توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها"، وأن تفعل كل ما في وسعها لمنع الإبادة الجماعية، وتقديم تقرير عن امتثالها للقرارات خلال شهر واحد، بعد أن اتهمت جنوب أفريقيا إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية تحت قيادة الدولة.
وصفت إسرائيل وحلفاء غربيون هذه المزاعم بأنها بلا أساس.
وتزايدت في الآونة الأخيرة الانتقادات الحادة لإسرائيل بسبب القيود على إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في 26 فبراير إن الحكومة الإسرائيلية لم تلتزم بإجراء واحد على الأقل في الأمر الملزم قانونا الصادر عن محكمة العدل الدولية في قضية الإبادة الجماعية.
وأضافت "بعد مرور شهر، تواصل إسرائيل عرقلة توفير الخدمات الأساسية ودخول وتوزيع الوقود والمساعدات المنقذة للحياة داخل غزة، وهي بمثابة عقاب جماعي، ترقى إلى مستوى جرائم حرب وتشمل استخدام تجويع المدنيين كسلاح من أسلحة الحرب".
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من نصف مليون شخص في غزة يواجهون خطر المجاعة في ظل الحصار الذي فرضته إسرائيل على القطاع، في حين اتهمت منظمات حقوقية إسرائيل باستخدام السلاح أداة للتجويع، وهي اتهامات نفتها الأخيرة.
بينما تقول منظمة الصحة العالمية إن "واحدا من كل 6 أطفال تحت سن الثانية يعاني من سوء التغذية الحاد في شمال غزة".
وتزايدت الدعوات الموجهة إلى إسرائيل لبذل المزيد من الجهود لمواجهة الأزمة الإنسانية، منذ مقتل فلسطينيين كانوا يتجمعون للحصول على المساعدات في غزة الشهر الماضي.