مما لا شك فيه أن الوضع الاقتصادي في لبنان تراجع بشكل كبير منذ بدء الحرب في جنوب البلاد، خصوصا مع تراجع الحركة الترجارية وتوقفها في بعد الأماكن القريبة من اماكن المواجهات العسكرية، غير ان خروج المغتربين والسياح على عجلة من البلد، افرغ الاسواق من الزوار والمطاعم من الرواد والفنادق من الاسواق، فالشلل الاقتصادي طال لبنان من شماله الى جنوبه، وتجارته واماكنه المنتجة باتت مغلقة او متوقفة عن الانتاج.
التجار في الاسواق يواجهون اياما صعبة، فالمغتربون انسحبوا من البلد، لكن الازمة لم تتوقف هنا، لأن كل لبناني يفضل تخبئة قرشه الأبيض ليوم الحرب الأسود، مفضلا تأجيل تسوقه وسياحته الى حين انجلاء الاوضاع، هذا الأمر انعكس سلبا على الحركة التجارية والعملية في البلد، اذ تأثر اصحاب المحال والمهن الحرة وبات الجميع ينتظر انتهاء الحرب ليعود البلد الى حركته التجارية.
امثر من ٢٠ بلدة في الجنوب اللبناني تعيش حالة حرب فعلية، المحال والمحطات مقفلة، والتجارة متوقفة، لكن هذه الحالة امتدت الى كل لبنان، خصوصا ان البلد يعاني ما يعانيه من انهيار اقتصادي منذ اكثر من اربع سنوات، وتوقف حركة العمل في البلد وابتعاد السياح والمغتربين عنه، قد يكون رصاصة الرحمة الاخيرة في قلب الاقتصاد اللبناني، الذي وضع لبنان على حافة الهاوية.
ليس من السهل ان تتوقف الحرب، لكن حتى لو توقفت، لن تعود حركة العمل الى ما كانت عليه، فالحركة التجارية تحتاج سواح ومغتربون، وحتى بال مرتاح عند المقيكين ليتمكنوا من شراء لوازمهم، وتداعيات ما يحصل في الجنوب، لن تظهر الى بعد وقف اطلاق النار واحصاء الخسائر.