تستمر آلة الحرب الاسرائيلية باستراحة دماء المدنيين اللبنانيين، وخروجها عن قواعد الاشتباك، واخر ضحاياها، زوجين مسنين ارتقيا في بلدة كفرا اثر غارة حربية معادية، أودت بحياتهما، بعد أن كانا في بيروت التي نزحوا إليها، وعادات لقضاء ليلة في الجنوب واتوضيب بعض لوازم النزوح، لكن الشهادة كانت تنتظرهما على مدخل بلدة كفرا، لينضمان إلى ٤٠ شهيدا مدنيا ارتقوا منذ بدء الحرب في جنوب لبنان.
ومع استشهاد المدنيين في كفرا، تحرك عدد من المغتربين ممن لا زال اهلهم متواجدين في بلدات الاشتباك في الجنوب، وبدأوا يسعون لاستئجار بيوت لهم في مناطق بعيدة عن المواجهات، قبل إقناع اهلهلم الرافضين ترك بيوتهم وارزاقهم مهما كلف الأمر.
قلق المغتربين الأبناء على اهلهم، يجعلهم يعيشون حالة رعب توازي حالة الحرب، وإبعاد اهلهم عن خطوط التماس، سيجعل الطمأنينة تدخل قلوبهم، لأن الجميع يعرف أن العدو الاسرائيلي لا امان له، وفي أي لحظة يمكن أن يتخذ قرار فتح النار على المدنيين بشكل واسع كما حصل في تموز العام ٢٠٠٦.
الحرب تأخذ حيزا كبيرا من حياة المغتربين التي يملؤها القلق، بالجنوب دارهم، وأهله اهلهم، وما يصيبه يصيب كل مغترب لبناني مهما كان انتماؤه ومن اي اتجاه كان.