انتهت حلول الأرض في لبنان، فالبطالة وصلت إلى ذروتها، وفرص العمل باتت ضئيلة، وان وجدت، لا يكفي راتبها لعدة أيام من الشهر، والوضع المعيشي يزداد سوءا، ولم يعد لدى الشباب اللبناني حلا الا التفكير ببدء حياة جديدة في مكان جديد بعيد عن الأزمات الاقتصادية والمعيشية والحروب وقلة فرص العمل.
كل من يفكر بالهجرة، يفكر في وجهة واحدة، كندا، البلد الذي يمتلك مميزات تناسب اللبناني الذي يريد بناء حياة جديدة فيها العمل والأمن والأمان والقدرة على التفكير بالمستقبل وبناء طموحات يستطيع الوصول اليها، وحلم كل شاب لبناني أن يعيش في مكان تملؤه تلك المميزات، والقنوات الاخيرة، شهدت على هجرة عدد كبير من اللبنانيين الى كندا، ومنهم من حصل على الجنسية ومنهم من أسس أعمالا جديدة وحصل على شهادات عالية.
من كيبيك إلى مونتريال وغيرها من المدن الكندية، عائلات لبنانية باتت من سكانها، وأضحت تعيش وتخطط على أسس الدولة الكندية، فرحين بالمكان الجديد، بعد أن دمروا بسبب الأزمات التي سودت عيشهم في لبنان، فكندا بعيدة عن الحروب والأزمات وقوانينها تقدر المواطن وتحترمه وتعمل على تطوير حياته لا على تجميع المال على حساب راحة الشعب.
طلبات العائلات اللبنانية التي ترغب في الهجرة، باتت تملئ مكاتب السفارة الكندية في بيروت، وهذه الظاهرة إن دلت على شيء، فإنها تدل على وصول المجتمع اللبناني إلى حالة من الياس، باتت تدفعه لترك البلد والتفكير بحياة جديدة