هل يتخوف اللبنانيون المغتربون من انتقال الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي إلى لبنان ؟

خاص | باميلا فاخوري | Saturday, May 15, 2021 6:15:00 PM

بعيد المناوشات الاخيرة  بين لبنان والعدو الإسرائيلي، وبعد الخطاب شديد اللهجة بلسان الناطق باسم جيش العدو أفيخاي أدرعي ليحذّره من ايّ أيّ تحرّكٍ هجوميٍّ فلسطيني من على أراضيه إلى الأراضي المحتلة سيجعله يدفع الثمن غاليًا جدًّا،  ومع بدء المناوشات الاخيرة بخاصّةٍ أمس ومع استشهاد لبناني بعيد اجتيازه الشريط الحدودي مع العدو يطرح السؤال : هل يصدّر الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي إلى لبنان ويكبده حربًا أهلية جديدة ؟ وهل المغتربون متخوفون من ذلك، وكيف يقرأون الوضع القائم اليوم؟

 

الجميع على علمٍ اليوم أنّ لبنان ليس بصدد شنّ أيّ حربٍ على أيّة جبهة إقليمية لأنه منهك على نطاق السياسة الداخلية. إذ لا تكفيه الحرب الإقتصادية ذي البعد الواحد والتي ليس له طاقة ولا قوةٌ لفكّ شرّها عنه سوى بالتحويلات الإغترابية وبعوائد السياحة والتي لا تبني أيّة أساساتٍ للإقتصاد الوطني. لك أنّ عماد اقتصاد دولةٍ ما يقوم في الأساس على الصناعة والزراعة هذا فضلًا عن القطاع الثالثي الذي بدأ بالتهاوي.

 

لكنّ السؤال الذي يطرح نفسه هنا، أوليس غريبًا الفارق الزمني بين دعوات البطريرك الراعي وقسم من اللبنانيين للحياد والمناوشات الحدودية بين لبنان واسرائيل؟  هذا يعني على أبعد تقديرٍ أنّ اللبنانيين ليسوا على استعداد لخوض حربٍ خاسرة إن على المستوى الإقتصادي أو المعنوي أو البنية التحتية. ولبنان اليوم، ولنقلها بصراحة  "عايش عالشحادة" ، فإنّ الدول الخليجية والتي تبدو اليوم مستاءةً من لبنان من جراء قضية الكيبتاغون ، ولأنها أيضًا طبّعت العلاقات مع اسرائيل، فهي لن تحزن الدولة الصهيونية كرمى لعيون اللبنانيين وتاليًا فإن خرطومها النقدي سيجفّ وقد ترفعه عن اللبنانيين. ثمّ أنه  وإلى حدّ الآن لم تدعُ السلطة الفلسطينية لبنان أو حزب الله لمؤازرته والتدخل لنصرته.  وهذا يعني أنّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم يأخذ طابع الحرب بعد.

 

و في السياق أيضًا  قال الخبير اللبناني العسكري المتقاعد نزار عبد القاد في حديثٍ لموقع RT   أنّ "إيران ليست مستعدة في التوقيت السياسي الراهن أن تدخل "حزب الله" في أية مواجهةٍ مع اسرائيل، لأنّ أيّة حرب ستؤدي إلى سيناريو كارثي في جنوب لبنان" مشيرًا إلى أنّ "حزب الله لديه مهمات أخرى بالنسبة لإيران".

 

من جهةٍ أخرى، توقعت قوات الدفاع الإسرائيلي في تقرير صدر  منذ أشهر خلت الصيف الماضي أن لا يتطور الصراع بين لبنان واسرائيل وأن تقتصر الإستفزازات بينهما على معارك صغيرة.  إنما فلسطينيًّا، يبدو أنّ اسرائيل ليست مستعجلة على إنهاء المعركة مع فلسطين، حيث شدد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس على أن "لا هدنة"  ممكنة قبل التوصل إلى هدوء طويل الأمد.

 

ما رأي الإغتراب اللبناني؟

 وفي ما خصّ رأي المغتربين اللبنانيين بإمكان حدوث حرب مع اسرائيل جمع موقع  DiasporaOn عددًا من الآراء الإغترابية حول الموضوع.

في السياق، اعتبر المغترب اللبناني أحمد جنّون أنّ لا حرب ممنكة بين لبنان واسرائيل وقال: " كلا، لأن فتح جبهة لبنان مع إسرائيل غير مرتبط بتطورات الصراع الفلسطيني -الاسرائيلي بل مرتبط بالمفاوضات الإيرانية -الأميركية و بالتالي بالاجندة الإيرانية".

أمّا المغترب جورج ضاهر فأكد أنّ " لا خوف أبدًا، طالما  أنّ الحزب حامي حدود إسرائيل " مضيفًا أنّ "وحدها إيران تقرر ما إذا كانت الحرب تخدم مصالحها".

هذا في حين رأى المغترب حنّا الخوري أنّ " انه ليس صراع فلسطيني -اسرائيلي  بل ايراني- اميركي"

على مقلبٍ آخر،  رأى المغترب ريان بركات أنّ " ان القضية الفلسطينية أوأي بلد عربي مرتبط كل الارتباط بوطننا لبنان جغرافياً ودموياً شعبياً لاننا عرق واحد لذلك ليس من مخيف اذا انتقل الي لبنان لان الشعب اللبناني والفلسطيني مصير واحد وشعبنا مقاتل ومقاوم وارضه مثل عرضه لا مساومة عليها الا عند اصحاب النفوس الضعيفة الذين يبيعون اللحم من اجل الشهرة نحن شهرتنا هي عزة نفسنا بارضنا والمقاومة لن ترحل في اي يوم من الايام انما التاريخ سيخلدها الى ابد الابدين".

أمّا المغترب ربيع بركات فأشار إلى أنّ " الانقسام المذهبي العربي يحتم على فصائل المقاومة عدم التنسيق في ما بينها غالباً وأيضاً معظم الفصائل قرارها مرتبط بالصراعات الخارجية وهذا ما يؤدي غالباً إلى الصراع الإنفرادي مع العدو ان كان في لبنان او فلسطين. لذلك لا خوف ان ينتقل حاليا إلى لبنان لأننا اصلا مفلسون داخليا سياسيا وعسكرياً".

وفي المحصّلة لا يمكننا كلبنانيين اليوم سوى الترقب والحذر، لأنّ المعطيات السياسية شديدة التبدل والمعادلات السياسية الإقليمية شديدة التحكم بلبنان وبمساراته وهذا ليس خافيًا على أحد، وينبغي على اللبنانيين إن كانوا يريدون المحافظة على وطنهم التحلي بالصبر والأناة لأنّ أيّ حربٍ سيخوضونها مع اسرائيل هذه المرة لن تحمد عقباها، آملين ألا يتكرر سيناريو الـ 75، ويبق على لبنان والدنيا السلام!

 

الأكثر قراءة