ليس جديدا على العالم صمود اللبنانيين في اراضيهم وبلداتهم المتاخم مع الحدود الفلسطينية المحتلة، فالحروب التي مرت على لبنان اثبتت قوة شعبه وقدرته على التحمل ومواجهة الصعاب. صحيح ان عدد لا يستهان به من سكان البلاد الواقعة على الشريط الحدودي، لكن هناك عائلات واهالي رفضوا رفضا قاطعا الخروج من منازلهم وترك بلداتهم على الرغم من ان الاوضاع في قطاعات الشريط الحدودي تزداد خطورة يوما بعد يوم.
عدد كبير من اللبنانيين المغتربين، يعانون من تصميم اهاليهم على البقاء في بلداتهم الحدودية، ونبذ فكرة النزوح مهما تدحرجت الأوضاع، مع العلم ان اولادهم لديهم القدرة على تامين مكان امن لهم وابعادهم عن اصوات الصواريخ والغارات، انما الأمر لا يتعلق بالمال، بل يتعلق بالمبدأ، والمبدأ عند الاهالي وتحديدا الشيوخ منهم، هو عدم ترك البيوت والاصرار على المواجهة.
يحاول المغتربون ابعاد شبح عناء النزوح عن اهلهم في الجنوب، لكنط ايمان الاهل بالقضية والعداء للعدو الاسرائيلي يجعلهم يعتبرون ان خروجهم من منازلهم، سيفتج المجال للعدو، للانقضاض على عيتا وتدنيسها، في حين ان المغتربون، يعيشون حالة قلق على اهلهم لكن موقفهم الثابت قد يجعل ابناءهم يفتخرون باهلهم الذين يفضلون تحمل قساوة القصف ليوجهوا رسالة للعدو مفادها ان الصواريخ لن ترغمهم على ترك ارضهم.
بقلق يعيش ابناء البلد في الخارج، فالحرب على الشريط الحدودي ليست نزهة، فعقولهم وقلوبهم موجودة مع اهلهم في الجنوب الذين ابوا ان يتركوا ارضهم وقدموا نموذج الصمود الذي يكاد ان يكون شكلا من اشكال مواجهة العدو.