صحيح انهم بعيدون عن اماكن المواجهات واصوات القصف، لكنهم ليسوا بعيدين عن الحرب، التي مست بارزاقهم وبيوتهم وارواح اهلهم، فمنهم من فقد منزلا سافر وتغرب لاجل اعماره، ومنهم من هاجر بعد غمرة امه، لكنه سيعود بعدف زيارة قبرها، فخسارات الحرب طالت مادياتهم، وارواح من يحبون، وجعلتهم في طليعة المتضررين منها.
على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، تضررت المحلات التجارية من جراء الغارات الحربية المعادية، وحزء من هذه المحلات يملكه مغتربون، منهم من خسرهم بالكامل، ومنهم من خسر بضائعهم التي احترقت من جراء القذائف التي اصابت المحلات، وعلى الطريق ذاته، بيوت وباتت هدفا للقذائف الاسرائيلية، وهذا ما يجعل المغتربين من اكثر المتضررين من المواجهات الدائرة في الجنوب.
وعلى غرار البيوت والارزاق، خسر بعض المغتربين اهلهم واخوتهم، من جراء الضربات المعادية، فخسارات الماديات يمكن ان تعوض، لكن لا احد يستطيع ان يعيد شهيدا قضى من جراء الضربات الاسرائيلية، فالقلق الذي عاشه المغترب على اهله منذ بدء الحرب، تحول عند بعض المغتربين الى الم فقدان حقيقي، لا يمكن لاحد ان يعوضه.
وفي ظل غياب الحلول في الافق القريب، لا زالت احتمالات توسع رقعة العمليات العسكرية في جنوب لبنان واردة الى حد كبير، وتوشع هذه الرقعة، ينذر بان كل ما انجزه المغتربون في لبنان في السنوات الماضية، قد يكون وقودا للعمليات المقبلة، وهذا ما سيجعل البلد عرضة لخسارة القدرة الاغتربية على مساعدة البلد.