اكثر من مئة الف مواطن من القرى الحدودية في جنوب لبنان، نزحوا الى اماكن اكثر امنا، بعيدة عن ضربات الحرب، توزعوا بين مناطق الجنوب الامنة وصولا الى صيدا وبيروت، ومع استمرار الحرب منذ اربعة اشهر، وتوقف اعمال المواطنين النازحين، تفاقم وضعهم المعيشي في ظل غياب الدولة عن المساعدة، وعدم قدرة المغنربين على تلبية حاجات ومستلزمات هذا العدد الكبير من النازحين.
المغتربون يستطيعون المساعدة بالاستشفاء والطبابة، او تقديم مبالغ لتيسير الامور الى حد ما، انما لا يستطيعون تحمل اعباء ازمة نزوح ضخمة، والحلول مكان الدولة والاحزاب في لبنان، ورمي الدولة اعباء الازمة المذكورة على المغتربين، ما هو الا استغلال واستنزاف لابناء البلد المغنربين الذين يتحملون اوزار ازمات البلد منذ اكثر من اربع سنوات.
بلديات البلدات الامنة الاي تستقبل نازحين في جنوب لبنان، تعمل بالتنسيق مع المتمولين وابناء البلدات ذاتها المغتربين، للمساعدة في تامين بعض المعونات والادوية لاصحاب الامراض المزمنة، للتعاضض ومساعدة النازحين، لكن استمرار الازمة يحتاج اما لمساعدات الدولة او لمساعدات دولية، قبل تفاقم الامر ويصبح النزوح الحاصل ازمة جديدة في سجل الازمات التي تضرب لبنان.
مجلس الجنوب، قدم في بداية الازمة معونة لكل عائلة نازحة، لكن ليس من المعقول ان تكفي معونة واحدة لاربعة اشهر من النزوح، وهذا التقصير، يبين مدى ابتعاد الدولة ومسؤوليها عن اوضاع الشعب ومآسيهم.