معظم جمعيات الإسعاف في جنوب لبنان تعمل لخدمة الشعب اللبناني دون أي مقابل، ففي السلم قبل الحرب، تساهم مراكز الإسعاف والانقاذ بنقل الحالات المرضية، وتنفيذ مهمات أكفاء وانقاذ، وكل هذا دون أي تمويل من الدولة اللبنانية، أو مسلعدة، أو حتى شكر أو ثناء على جهود مضنية، لشباب نذروا أنفسهم لخدمة اهلهم في مختلف الظروف.
معظم مراكز الإسعاف في الجنوب، ليس لها مدخول محدد، فهي تعتمد على المتبرعين، وفي بعض الأحيان يدفع المسعف ن بعض التكاليف من جيوبهم، لاجل الاستمرار بتنفيذ المهام وتلبية من يحتاج من أهالي بلداتهم، لكن الأمر بات مختلف في الحرب، فالمرابطون في المراكز يحتاجون وجبات، وسياراتهم التي تعمل ليلا نهارا تحتاج للوقود، إضافة للمستلزمات الطبية، وهذا كله يحتاج تمويل لضمان القدرة على الاستمرار في العمل.
المراكز الغنية بهمم شبابها، الفقيرة من الناحية المادية، وجدت تمويلها إلى حد ما، فكل مركز بات يتمول من مغتربي بلدته، بحيث أن المغتربين شعروا بضرورة دعم هذه الجمعيات الإنسانية التي تعمل لاجل الأهالي دون مقابل، فجزء منهم بات يتكفل بثمن المحروقات، وجزء اخر بثمن الحاجيات الخاصة بالمسعفين، وجزء تكفل بتأمين المال لشراء ما تحتاجه سيارات الإسعاف من مستلزمات وصيانة وغيرها.
لفتة المغتربين في البلدات الجنوبية لهذا الامر، جاء بعد رؤية العمل الجبار عند المسعفين الذين يفادون بأرواحهم لاجل إنقاذ الأطفال والنساء والمقاتلين وكل من يحتاج مساعدة، فالمسعف يعتبر أن ما يفعله هو واجب انساني، والمغترب كافئه بتأمين ما يحتاج لضمان استمرارية العمل الإسعافية، خصوصا في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها جنوب لبنان.