يعيش بعض المغتربين في عدد من دول الخليج حالة من القلق الصعب، إذ تفرض عليهم الظروف والقوانين عدم التدخل حتى بالسؤال عما يحصل في جنوب لبنان من قصف وغارات ودمار وقتل وتهجير، وذلك خوفا من الترحيل واتهامهم بتهم لا دخل لهم بها، وبالتالي قطع مصدر رزقهم الذي يعتاشون منه.
بين نارين، يعيش المغتربين في بعض بلاد الاغتراب، نار الخوف على أبناء بلدهم وارزاقهم وأهلهم في الجنوب، ونار السؤال عن الاحوال الذي قد يؤدي بهم إلى خسارة إقامتهم وعملهم، والترحيل الابدي من البلد الذي اتخذه موطنا لرزقهم، خصوصا أن السجن وارد من ضمن خيارات الاتهام قبل الترحيل، ومهما كان اللبناني متعلق ببلده، يبقى متعلق أيضا بمكان رزقه ومعيشة عائلته.
اطمئنان الجنوبيين المغتربين عن اهلهم وعائلاتهم، يتم عبر التكلم بالالغاز التي يكاد المتصل لا يفهمها، لكن ليس باليد حيلة، فالظروف تفرض واقعها، وتجبر المغترب على الاطمئنان بطرق مبطنة، فمن جهة يطمئن على اهله، ومن جهة أخرى يحفظ وضعه وعمله، ووجوده داخل البلد.
واقع بعض المغتربين ليس كما يرام، فهم يعيشون بسياسة كم الافواه، وبطريقة تفتقر للحرية حتى في أبسط الأمور التي تجعلهم يطمئنون على الأقل عن اهلهم.