على الرغم من بعدهم عن لبنان وما يحصل في جنوبه، إلا أن المغتربين يعيشون الحرب الدائرة بكل تفاصيلها، فمن جهة قلقون على اهلهم وأبناء بلدهم، ومن جهة أخرى،بعضهم حزين على فقد رفاقه أو اقاربه، ومنهم من لا يستطيع أن يعيش أجواء رمضان، وأهله يعانون النزوح القسري في لبنان، فكل ما يحصل في البلد ينعكس على وضع المغتربين النفسي الذي لا يسمح لهم بالاستمتاع برونق شهر رمضان وسهراته.
قد يعتقد البعض أن بعد المسافة يجعل المغترب ينسى ما يحصل في البلد، ويكمل حياته بشكل طبيعي، لكن لو كان هذا الأمر صحيحا، لما كنا رأينا المغتربون يعيشون معظم وقتهم باتصالات متواصلة مع اهلهم للاطمئنان عن واقعهم المأزوم، خصوصا أن شهر رمضان حل هذا العام على اكثر من مئة ألف عائلة وهم خارج بيوتهم، يصومون رغم عناء النزوح وقلة القدرة على تأمين حاجيات الشهر بسبب الانقطاع عن العمل نتيجة الحرب.
وبسبب الأوضاع الراهنة في الجنوب، تمتنع العائلات عن الاجتماع بسبب الخوف من استهداف العدو لهم، وهذا الأمر انعكس أيضا على المغتربين، إذ يتنع بعضهم عن المشاركة في السهرات الرمضانية، ليس بسبب الخوف الأمني، بل بسبب التوتر على اهلهم في لبنان، لذلك يعمدون على السهر مع العئلة في لبنان على الهاتف، بعد انقطاع مهجة الاستمتاع بالسعرات الرمضانية بسبب القلق على احبابهم في لبنان.
مهما كانت المسافة بعيد، يبقى المغترب على تماس دائم في التواصل مع أهله في لبنان، يفرح لفرحهم، ويحزن لحزنهم، ويتأثر بأي مكروه يصيبهم، والحرب الدائرة منذ عدة أشهر في جنوب لبنان، كسرت رغبة المغترب في السهر والتعايش مع الأجواء الرمضانية في الخارج